حضرموت : بين صوت الحق الصادح ... وخيارات الشعارات البراقه !!

top-news
  • (احقاف / مقالات)
  • 28 أبريل, 25

كتب / أنس علي باحنان




كما يقول المثل: "بعيرٌ يعصر وبعيرٌ يأكل التِّخ"، ومثل آخر من تراثنا الحضرمي العميق: "السيل من جعيمه والجميلة لسر". تنطبق هذه الأمثال على من يحتفل اليوم باسم حضرموت و فوق أرضها، وهو في الحقيقة بعيدٌ عنها قلبًا وقالبًا، لا يحمل من انتمائها سوى الشعارات والمصالح.

فليُعلم كل منا أن الأصوات المرتفعة لا تصنع الحق، وأن الحكمة ليست في كثرة الزاعقين، بل في الثبات على المبدأ، والصدق في الانتماء، والوفاء لعهد الأرض والإنسان الحضرمي.

وإذا تحدّثوا عن دول، فنحن نقولها بملء الفم واعتزاز الإيمان والهوية: دولتنا حضرمية لا جنوبية ولا شمالية ، وعاصمتها المكلا أو سيئون، لا عدن. ومن يرى غير ذلك، ويعتبر أن دولتنا "جنوبية" وعاصمتها عدن، فإننا نختلف معه اختلافًا جوهريًا، لا تهاون فيه ولا مداهنة. فالقضية الحضرمية ليست القضية الجنوبية، ولا تقاس بها؛ فحضرموت ليست هامشًا في معادلة أحد، بل جوهر في ذاتها.

قضيتنا تمسّ كرامتنا، وهي قدرنا، وتاريخنا، وأرضنا التي نشأنا فيها وعرفنا رمالها وسهولها وجبالها وعبق تاريخها. أما ما يسمونه بـ"القضية الجنوبية"، فـ "لا ناقة لنا فيها ولا جمل".

لقد راهنت، وسأظل أراهن، على عدالة القضية الحضرمية، لأنها خرجت من وجدان أبناء حضرموت الأحرار الشرفاء. ومهما عظُمت الإمكانيات لدى خصومها، فهم لا يزالون أسرى الشعارات، ويدورون في دوائر مفرغة من المحتوى والمبدأ.

أما رجال حضرموت، ورغم شُحّ الموارد وقلة الإمكانيات، فإنهم ثابتون كالجُبال، لا يبيعون المبدأ، ولا يتنازلون عن أرضٍهم و مؤمنون بأن الله ناصرُ الحق، وأن من كان مع الله، فإن الله معه.

وأنا لا أزال على عهدي وثقتي... لأنني مؤمنٌ بوعد الله في محكم كتابه:
"فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".

ترك الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة بعلامة *